أنا لينا.
وهذا مو حلم، ولا كابوس... هذا عالم ثاني.
الرجُل اللي قدامي قال اسمه سِدار، وقال إن دمي يحمل علامة قديمة، من عهد ما قبل النسيان، وإن جدتي من طرف أمي كانت من العارفات — البشر اللي عقدوا ميثاق مع الجن، بس خالفوه، وهربوا.
"تدخّلك للغرفة كسر الحاجز، والآن لازم تختارين: تنفينّا، أو تتبّعين إرثك."
أنا؟ أختار؟ وأنا ما أعرف حتى وين أنا بالضبط؟!
لكني نطقت بدون ما أحس: "أبي أعرف... كل شي."
ابتسم سِدار، وقال: "راح تدفعين الثمن."
بغمضة عين، كنا في قصر من ظلال، ما له جدران، بس فيه أرواح تهمس من كل جهة.
علّموني لغتهم، رسموني بنقوش غريبة ما تختفي، وصاروا يختبرونني... كنت أسمع، أشوف، أقرأ أفكار الجن... وأحياناً البشر اللي أعرفهم.
عرفت إن اللي ينتمي لهم، ما يرجع مثل ما كان.
بس فيه سر ما قالوه لي...
فيه شي كانوا يخبّونه، شي يخصني أنا بالذات.
وفي الليل الرابع، صحيت ولقيت رمش عيني مغطى بدم، وعلى الجدار مكتوب:
"العارفة ماتت... بس الميثاق باقي فيكِ، والموعد اقترب."
---